الجزيرة

30‏/04‏/2011

صدام حسين.. علو في الحياة وفي الممات..!

من الأرشيف 


علوٌ في الحياة و في المماتِ ... لحقاً أنت إحدى المعجزاتِ



 ثم وقف أمام المشنقة كما لم يقف أحد سواه.!، وضع المصحف ووقف مكشوف الوجه وجلادوه ملثمين..!!، وقف رابط الجأش وجلادوه متخبطين..!، وقف يذكر الله و ينطق بالشهادتين وجلادوه مرتبكين..!، نالوا منه بعد أن مدوا أيديهم للأمريكان، وأصدروا الفتاوى التي تحرم مقاومة المحتلين..!، وطعنوا المجاهدين في ظهورهم..!، نالوا منه بعد أن تمرسوا على الخسة والغدر والخيانة..!، نالوا منه بعد أن مُسخ الحياء من وجوههم ونُزع الشرف من صدروهم..!، و خُلعت الكرامة من أنفسهم!، ومُاتت أدنى معاني الإنسانية في قلوبهم ..! 





قد نختلف و ربما تشاجرنا حول ذلك الرجل المثير فعلاً للجدل و التقدير و السخط والحب والامتعاض ..!، قد نتجاهل انجازاته ونسلط الضوء على جرائمه..!، أو ربما فعلنا العكس ..!!

فربما وقفنا ذات يوم نعدد سقطاته الحقيقية وسقطاته التي لفقها الإعلام المأجور عليه..!، ربما تذكرنا الانقلاب الأبيض الذي قاده صدام على أحمد حسن البكر..!، أو ذاك الانقلاب الأحمر الذي قاده صدام أيضاً على رفاق الدرب..!، ربما راجعنا الأنفال وانتفاضة الشيعة..!، ربما عدنا إلى غزو الكويت وصدقنا تهديد السعودية..!، ربما أعدنا الذاكرة إلى حكم العراق بالحديد و النار..! ،ربما دققنا عقيدة البعث العلمانية وأخرجناه من دائرة السنة أو من محيط الإسلام ..!


أو ربما وقفنا ذات يوم نحسب له الثورات الزراعية والصناعية في عهده..!، ربما تذكرنا كيف ارتفع معدل دخل الفرد العراقي إلى مستويات عالية..!، ربما تذكرنا محو الأمية وبناء قوة إقليمية عظمى، ربما راجعنا الطموح النووي وضرب إسرائيل..!، ربما أعدنا الذاكرة لوقفته مع شهداء فلسطين ـ نحسبهم كذلك ـ سياسياً و اقتصادياً..!، وعدم قبوله بتسليم العراق على طبق من ذهب للاحتلال..!، ربما عرفنا يوماً الانقلاب الذي حدث في حياته و دققناه..!، ربما أدركنا طباعة المصاحف و بناء المساجد و نشر المذهب السني و تحفيز المسلمين على حفظ القرآن..!


ربما تذكرنا أن الرجل فقد الملك والجاه والمال والأهل والأبناء وخرج هائما على وجهه حتى أُلقي عليه القبض في حفرة مظلمة نتنة كان يوجه أتباعه لضرب المحتل منها، ربما تذكرنا كم كابد ظلم الإهانة والتعرية ومسرحية المحاكمة..!، ثم وقف أمام المشنقة كما لم يقف أحد سواه.!، وضع المصحف ووقف مكشوف الوجه وجلادوه ملثمين..!!، وقف رابط الجأش وجلادوه متخبطين..!، وقف يذكر الله و ينطق بالشهادتين وجلادوه مرتبكين..!، نالوا منه بعد أن مدوا أيديهم للأمريكان، وأصدروا الفتاوى التي تحرم مقاومة المحتلين..!، وطعنوا المجاهدين في ظهورهم..!، نالوا منه بعد أن تمرسوا على الخسة والغدر والخيانة..!، نالوا منه بعد أن مُسخ الحياء من وجوههم ونُزع الشرف من صدروهم..!، و خُلعت الكرامة من أنفسهم!، ومُاتت أدنى معاني الإنسانية في قلوبهم ..! 


فوقف الرئيس الراحل شامخاً و حبل المشنقة يلتف على عنقه..!، وقف يلقنهم درساً في "المرجلة" وفي القوة والصلابة والشجاعة..!، وقف ولم تنكسر إرادته مع كل هذا الذي كان، لم يهن و لم يحزن !، لم يخف و لم يتردد!، لم يسقط مغشياً عليه (!) ولم تذرف عيونه دموع الوداع!، لم يأبه بأن يكون "أضحية" الغدر والتعاون مع المحتل، لم يكترث بأن يواجه الموت الذي فر منه خصومه ذات يوم..!


عاش شجاعاً مقداماً، ومات شجاعاً مقداماً، ونطق بالشهادتين في مشهد يحسده عليه أولي الألباب..!، فقري عيناً يا رغد..!، فهكذا يموت الأبطال، وهكذا تكون نهاية الرجل الشجاع ..! 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق