دائماً وأبداً يجب أن نأخذ في الاعتبار أن ما يتم التصريح به إعلامياً على ألسنة الأنظمة العربية سيكون هناك حتماً أجندة يتم ضخها من تحت الطاولة.!، هذه طبيعة العمل السياسي لمجموعة أنظمة ديكتاتورية لا تراعي إرادة شعوبها..!، حسناً، ما هي الأجندات الخفية التي جاءت من أجلها قمة السلام والتطبيع الأخيرة.؟، خاصة وأن نفس الأطروحات ـ السلام والتطبيع ـ كانت قد فشلت فشلاً ذريعاً في عام 2002 وعام 2005، فلماذا يتم إعادة نفخ الروح فيها من جديد.؟، ما الذي عساه تغير على أرض الواقع.؟، ولماذا تتم محاصرة حكومة حماس عربياً وعالمياً ولمدة سنة تقريباً من أجل عيون المبادرة العربية التي ولدت ميتة..!
قبيل القمة العربية الأخيرة جاءت زيارة الآنسة كوندي وزيرة خارجية أمريكا لبعض الدول العربية واجتماعها مع وزراء خارجية الرباعية العربية.!، دول "الاعتدال العربي"، وهم مصر والسعودية والأردن والإمارات، كان الاجتماع في مدينة أسوان المصرية.!، وكان أحد أهداف هذا الاجتماع دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية عبر إعادة الزخم للمبادرة العربية الموءودة..!
بعد هذا بأيام جاءت القمة العربية وسمعنا فيها ما يشنف آذاننا طرباً من بعض القادة العرب، وخصوصا ذلك الخطاب الذي ألقاه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الخطاب كان يلامس جرح الشارع العربي بجرأة بالغة، كان يصف الداء بشكل تفصيلي ويصف معه الدواء، كان خطاباً مثالياً و جميلاً، وجاءت بعده قرارات القمة العربية التي أعادت طرح المبادرة العربية المسجلة أساساً بإسم صاحب هذا الخطاب الجميل، وإن تم تبنيها عربياً..!
أيام قليلة بعد القمة ثم اجتمعت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في مقر الجامعة العربية برئاسة وزير الخارجية السعودي، وأفضت إلى أنها ستفوض مصر والأردن للتفاوض مع إسرائيل على اعتبار أنهما الدولتان اللتان استطاعتا أن يسترجعا أراضيهما من إسرائيل.! كما جاء على لسان وزير الخارجية السعودي..!
أيام قليلة أخرى بعد ذلك الاجتماع ثم نشرت الصحافة الإسرائيلية المعروفة بحريتها وباستقلالها عن النظام السياسي ما قالت أنها تصريحات للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يقول فيها بأن علينا أن نفكر في حق التعويض للاجئين الفلسطينيين بدلاً من حق العودة..!، قامت ضجة كبيرة في الشارع العربي، فأصدر الديوان الملكي الأردني بياناً ينفي فيه مثل هذا التصريح، وجاء في هذا البيان: "هذا يعد إساءة واضحة للأردن وقيادته وتشويها للجهود الصادقة التي تقودها المملكة دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني"
اللافت للنظر أن البيان لم يتحدث عن اللاجئين الذين هم أصلاً قضية التصريح والنفي..!، مما يكشف أن هذه التصريحات كانت صحيحة!، على أنه قبل أن يتم النفي لم نسمع أياً من الجهات الرسمية العربية تندد بمثل هذه التصريحات أو ترد عليها، الأمر الذي يؤكد بأنها كانت بالونة اختبار للشارع العربي..!
الآن أستطيع أن أجزم و أراهن بأن التنازل العربي القادم سيكون على حساب اللاجئين..!، وستتورط فيه بقوه دول "محور الاعتدال العربي"، وهو كما يبدو لي أمر واضح لا لبس فيه و لا غموض.!، ولمن لا يراه كذلك أقول: "الميه تكدب الغطاس" ، "ودي دأني" إن لم يحدث هذا..!، وعلى كل حال فالأيام بيننا..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق