النظام |
كتبت مجموعة من التغريدات في تويتر على الهاش تاق:
#salafiavsliberty
وأردت أن اطرح رأيي للنقد والتصويب والله أعلم وأحكم
1) سأتحدث قليلاً عن رأيي في موقف النظام السعودي من الصراع السلفي الليبرالي في السعودية، أرجو أن تتحملوني
2) عندما أتحدث أحياناً بصيغ التعميم فأنا أقصد الأغلب، أرجو ألا تتم محاسبتي على بعض التعميمات لأنها غير مقصودة
3) وعندما أتحدث عن السلفية فأنا أقصد السلفية المعاصرة، بعضهم يسميها الوهابية
4) في تقديري مصطلح الوهابية يجعلها أكثر وضوحا وتمايزا، لكن السلفيين لم يتسموا به وإنما سماهم خصومهم
5) لذلك أحب أن يبقى المصطلح هو السلفية، والمفهوم هي الوهابية، خاصة أن مصطلح الوهابية لا يبدو كشتيمة على ظاهره
6) سأتحدث عن الصراع السلفي الليبرالي في السعودية بوصف التيارين ركيزتين للنظام، ولكن ليسا كل الركائز طبعا، هناك ركائز أخرى
7) عندما أتحدث عن الركيزة الداخلية فأنا أقصد السلفية، وعندما أتحدث عن الركيزة الخارجية فأنا أقصد الليبرالية
8) سأقول أحياناً بأن الركيزة الخارجية هي أمريكا، لأن كل العلاقة مع أمريكا تتم من منظور ليبرالي وليس سلفيا بالطبع
9) إذا قلت أن العلاقة مع أمريكا هي السبب في علاقة النظام بالليبرالية فلست أبالغ، وإلا فإن الاستبداد يعتبر الليبرالية خصمه اللدود
10) البعض يعرف موقفي من التيار السلفي، ويعلم أنني ممتن كثيرا لمعظم الجهود الجبارة التي قام بها طيلة العقود الماضية، ولا يزال
11) أنا مسلم ومعتز بإسلامي وعروبتي، أحيانا أشعر بأني متطرف في هذه المعاني لشدة تمسكي بها
12) لكن أيضاً الحرية والديمقراطية قيم محورية عندي، أرى فيهما خلاصا للعرب والمسلمين من هذه المكانة التي لا تليق بهم
13) أرى فيهما رفعا للأغلال التي كبلت الفرد المسلم والعربي وسمحت باستعباده
14) أعرف أن الحرية والديمقراطية تتعارضان مع الإسلام أحيانا، هنا سأتمسك بالإسلام وأعدل الحرية والديمقراطية وفقا له
15) كل هذا لا علاقة له بمقاربة تصوري للصراع السلفي الليبرالي من خارج المنظار المعتاد، وإنما مجرد توضيح لموقفي حتى لا تساء قراءته
16) السلفية في حقيقتها بالتأكيد ستكون ضد الظلم والتجبر ومع العدل والإنصاف، والليبرالية في حقيقتها ستكون النقيض الكامل للاستبداد
17) السلفية والليبرالية في نسختيهما السعودية لا تعبران عن المعاني الحقيقية لا للسلفية ولا لليبرالية في البعد السياسي
18) في الصراع السلفي الليبرالي أتخذ كلا الطرفين من النظام ملاذا ومعينا حتى على حساب القيم الخاصة بهما
19) ما ينقمه السلفيون على الليبراليين يعرفون أن النظام سمح به، والعكس صحيح تماما
20) لكن الصراع السلفي الليبرالي يتجاوز النظام نفسه، هو يتلاعب بخيوطه لكنه لا يستطيع أن يحسمه بسهوله
21) لا يستطيع أن ينحاز بالكامل لأي من الطرفين ضد الآخر، ولا يستطيع أن يهمش أو يقصي أو يقضي على أي منهما
22) كيف اعتبرت السلفية ركيزة داخلية والليبرالية ركيزة خارجية؟
23) النظام يتعامل مع الشعب من خلال السلفية، ويتعامل مع أمريكا من خلال الليبرالية
24) السلفية تعني للنظام تحسين الصورة في الداخل، والليبرالية تعني له تحسين الصورة في الخارج
25) النظام أعطى السلفية الإفتاء والقضاء والتعليم والمساجد وبعض المؤسسات التي تمكنت من خلالها أن تقوم بأدلجة منظمة للمجتمع
26) السبب أن كل هذه المنابر لها علاقة واضحة بالداخل ولا شأن لها بالسياسة الخارجية ولا بالعلاقة مع الغرب أو أمريكا
27) وأعطى الليبرالية الوزارات والسفارات والإعلام وجعلهم مستشارين عند كبار الشخصيات في الحكومة
28) السبب أن كل هذه المناصب لها علاقة واضحة بالسياسة الخارجية وبالعلاقة مع الغرب وأمريكا تحديداً
29) من الواضح أن علاقة النظام بالليبراليين تتجاوز النظام ذاته إلى العلاقة مع الغرب، وخاصة أمريكا
30) أبرز معالم العلاقة السعودية الأمريكية تتلخص في المعادلة التالية: ضمان تدفق النفط واستقرار أسعاره في مقابل الحماية
31) والنظام يثق في الليبراليين كرجال دولة أكثر من السلفيين الذين يريد منهم أن يكونوا رجال دين فقط وليس رجال دولة
32) بعض علماء السلفية صرحوا بأن من السياسة ترك السياسة، هذا بالضبط ما يريده النظام من السلفيين
33) يريد منهم النظام أن يأخذوا الدين ويطبقوه كيفما شاءوا على الشعب، لكن بشرط أن يبتعدوا عن السياسة
34) النظام اعتبرها فكرة ذكية، لكنها كانت فكرة في غاية السذاجة، لا أعرف كيف أقنع نفسه بأنها يمكن أن تستمر
35) سأتحدث عن الأحداث التي جعلت النظام يفهم أن هذه الفكرة ساذجة جداً وبالتالي حاول التعامل مع تداعياتها
36) طبعا النظام في كل معادلاته السياسية والشرعية كان يتعامل مع الشعب السعودي على أنه يساوي صفر
37) نظرة النظام للشعب واضحة حتى في اسم الوطن "السعودية"/ وشعاره "الله ثم الملك والوطن"/ الشعب لا قيمة له
38) لذلك كان يتعامل مع واجهات دينية ويضخمها إعلاميا حتى تسيطر على الوعي الجمعي وتوجهه نحو: من السياسة ترك السياسة
39) لا أقول أن هذا حدث تواطئاً وإنما طبيعة الفكرة السلفية أنها لم تكن مسيسة، المجتمع هو المستهدف وليس الأنظمة
40) هذه الغربة في الفكر السلفي لم تدم طويلاً، الإخوان المسلمون قدحوا شرارة الوعي السياسي لدى السلفيين
41) بعد حادثة المنشية في مصر وتداعياتها ، وحادثة مدرسة المدفعية في سوريا وتداعياتها هرب الإخوان المسلمون إلى السعودية
42) الحقيقة أن السعودية استغلت هذه الأحداث لاستقطاب الأخوان كخطوة ضمن خطتها لمواجهة المد الثوري القومي
43) والحرب على الملكيات، ولمواجهة التيارات اليسارية، ولبناء الدولة، وتغطية النقص في الكفاءات
44) أجواء السعودية الإسلامية راقت كثيراً للإخوان، وتسامح الدولة مع التدين كان ملفتاً بالنسبة لهم
45) تخيل أن يخرج الإخوان من مذابح عبدالناصر وحافظ الأسد إلى دولة تحتضنهم وترعاهم
46) وأن يخرجوا من دول تحارب الدين والتدين إلى دولة ترعى الدين والتدين وتدعمه
47) وإن يخرجوا من صراعات الإلحاد واليسارية إلى حلقات القرآن والدروس الشرعية
48) لكن ومنذ لقاء الإمام حسن البنا بالملك عبدالعزيز كان واضحاً أن السعودية لا ترحب بوجود تنظيمات إسلامية
49) الشيخ مناع القطان ـ رحمه الله ـ التزم برغبة السعودية ولم ينشئ أي تنظيم فيها، ولم يكدر صفو السعودية
50) حتى أنه كان يتضايق من نشاط الشيخ محمد سرور زين العابدين الذي تأثر بالسلفية وترك الإخوان في نهاية المطاف
51) بل ترك السعودية بأكملها نتيجة لرغبة الشيخ مناع القطان بعد أن طلب من الدولة أن تخرجه
52) مناع القطان سعى في إخراج الشيخ محمد سرور حفاظاً على العهد مع السعودية لأنه كان يعتبر نشاطه مضرا بالإخوان
53) خرج الشيخ محمد سرور إلى الكويت لكن بعد أن وسع الأفق عند السلفية وبذر بذور الفكر السياسي في داخلها
54) بالمناسبة الفضل لا يعود للشيخ محمد سرور لوحده، وجود الأخوان كان مؤثراً بالفعل
55) العامل الآخر هو عودة المبتعثين الإسلاميين وتأثرهم بالحراك السياسي في الغرب وتفتق فكرهم السياسي هناك
56) هنا أقصد المبتعثين الإسلاميين الذين عادوا بفكر مخالف للفكر السائد بشأن الموقف من السياسة، لكنهم لا زالوا إسلاميين
57) المفصل الحقيقي كان غزو صدام للكويت، وموقف بعض السلفيين من دخول أمريكا للسعودية، هنا اكتشف النظام سذاجة فكرته القديمة
58) اكتشف أن السلفيين اكتشفوا: أنه لا يوجد شيء أسمه: من السياسة ترك السياسة
إضافة) هذا كان صادماً بالنسبة للنظام، تصريحات الأمير نايف بشأن الأخوان التي قال فيها أنهم: "أصل البلاء" تكشف مدى الندم على استضافتهم، لأنهم ـ في رأي النظام ـ أفسدوا الفكر السلفي عندما ادخلوه في السياسة، وقد كان معتزلاً لها.
تصريحات الأمير نايف:
رد المرشد مأمون الهضيبي:
أنظر مقالة الكاتب غراهام فولر:
59) حسناً دعونا نقف هنا لحظة: ننتبه لشيء مهم حدث قبل وأثناء وبعد غزو صدام للكويت
60) في الجهاد الأفغاني كانت الركيزة الخارجية:أمريكا؛ تتقاطع مصالحها مع الركيزة الداخلية: السلفية، فكان النظام مستقرا
61) في حرب الخليج الثانية وقف بعض السلفيين ضد دخول القوات الأمريكية إلى السعودية، أين المشكلة؟
62) المشكلة طبعاً تصل إلى شرعية النظام عند بعض السلفيين، وهذه مهمة جداً بالنسبة للنظام
63) لكن نستطيع أن نلاحظ أيضاً أن ركيزة الاستقرار الداخلي للنظام وهي السلفية اصطدمت بركيزة الاستقرار الخارجي وهي
أمريكا
64) هذا التصادم لم يكن عنيفا جدا، فاستوعبه النظام عبر الضغط على السلفية وتقليم بعض أظافرها
65) هذا سيتضح أكثر في أحداث 11 سبتمبر، كل ما سأقوله حول الجهاد السلفي لا أعني به العمليات في الداخل الإسلامي
66) أريد أن أطرح سؤالاً: هل بن لادن يمثل وجهة نظر سلفية للجهاد؟، في تقديري هو يمثل صميم الفكرة السلفية للجهاد عند السلفيين أنفسهم
67) كل الخلافات بين بن لادن والتيارات السلفية المحسوبة على النظام هي في الحقيقة خلافات بين بن لادن والنظام نفسه
68) كل عمليات بن لادن خارج الدول الإسلامية الغير محتلة احتلالا عسكريا مباشرا تلقى ترحيبا واسعا في الوسط السلفي
69) خمسة عشر سلفيا سعوديا يضربون الاقتصاد الأمريكي بعنف على مرأى من العالم كله
70) كل فضائيات العالم، حتى أكثر الفضائيات الغير متخصصة في السياسة، كلها نقلت الحدث مباشرة، وتابعت تغطيته
71) إذا قلت أن السلفية مرغت أنف أمريكا في منهاتن وشمتت بها العالم وأهانتها إهانة تاريخية فلست أبالغ
72) أمريكا الجريحة الغاضبة قررت أن تضع علاقتها مع النظام السعودي على المحك، عمليا هي أدارت له ظهر المجن
73) بالتأكيد كانت ترتعد فرائص العالم خوفاً من أمريكا ما عدا بن لادن الذي أقسم قسمه الشهير، هذا القسم كان ملهما للسلفيين
74) السعودية برغم إداناتها المتكررة وتسهيلاتها اللوجستية لأمريكا لم تسلم من النقد اللاذع والساخط في الإعلام الأمريكي
75) كل شيء يمكن أن تقدمه السعودية لأمريكا قدمته، كل شيء قدمته حتى تتجاوز الأزمة، لكن بدون جدوى
76) كانت أمريكا والسعودية والسلفيين أنفسهم يعرفون تماماً أن المدرسة السلفية هي من تقف خلف الأحداث
77) في نظر أمريكا كان الإرهاب نتيجة لرعاية السعودية للفكر السلفي، هذا كان السبب الأهم للغضب الأمريكي على السعودية
78) أمريكا تعرف أن السعودية لم ترسلهم ليفجروا فيها، لكنها تعرف تماماً أن السعودية رعت الفكر السلفي
79) طبعا أمريكا لا يعنيها أن السعودية تبنت فكرا سلفيا مختلفا يقول بأن من السياسة ترك السياسة، هي تعاملت معه كظاهرة شاملة
80) كان الشقاق كبيراً جداً بين الساحة السلفية المحتفية بأحداث 11 سبتمبر وهي ركيزة النظام الداخلية
81) وبين ركيزة النظام الخارجية، أمريكا الغاضبة، اختلال كبير وعميق في ركائز النظام، بل تصادم عنيف وجذري بينهما
82) أحداث سبتمبر أنتجت تصادما حادا، هذا جعل النظام برمته، ومن جذوره، جعله في قلب العاصفة
83) الحل طبعا أعادة أدلجة المجتمع وليس مواجهة المجتمع المؤدلج بالسلفية حتى النخاع، لا يستطيع النظام أن يواجه المجتمع
84) انصاعت السعودية للضغوط الأمريكية حول الجمعيات الخيرية والمناهج والتبرعات وتحجيم الفكر السلفي
85) ظهور قناة العربية، وطرح مجموعة الإم بي سي، وبرنامج الإبتعاث، والصحف السعودية وغيرها، أمثلة
86) البعض يسميه تغريبا، وهو كذلك في بعض جوانبه، وبعضها هو هدم للمنظومة الفكرية السلفية
87) أمريكا على الأقل كانت تريد الانتقال من الفكر السلفي إلى فكر إسلامي متسامح مع جرائمها
88) هي لا تريد فكرا معتدلا في الفقه، لا ، بل تريد فكرا إسلاميا مدجنا إن لم يكن ليبراليا مدجنا أيضاً
89) بالمناسبة حتى الليبرالية في حقيقتها كانت ستقف ضد الوقاحة الأمريكية، لكن ليبراليتنا السعودية ليست مرشحة لذلك
90) ليبراليتنا السعودية كانت بالفعل مخمورة بالنمط الاجتماعي الغربي أكثر من النمط السياسي الحر
91) تحت موافقة وتسهيل النظام تعرضت الفكرة السلفية ولا زالت لنقد حاد جداً، ولا يبدو في الأفق أنه سيتوقف
92) أطلق النظام العنان لليبراليين ليقوموا بهجوم منظم وشامل ولاذع على الفكر السلفي والسلفيين
93) التفجيرات الإرهابية في السعودية أججت النقد، لكنها ساعدت النظام أمام الضغط الأمريكي
94) أتذكر كيف اختار سعود الفيصل كلماته بعد تفجيرات شرق الرياض: الدم السعودي والدم الأمريكي "اختلطا" في الحرب على الإرهاب
95) كل هذا لا يعني أن أمريكا اهتمت بتصريح الفيصل أو أعادت الثقة للسعودية، لكنها كانت بحاجة للنفط فقررت أن ترجئ التعامل معها
96) أمريكا تريد النفط السعودي، لكن ليس شرطا أن يقدمه النظام القائم حاليا، آنذاك كان من الممكن في رأيها أن يقدمه آخرون
97) كان تقسيم السعودية لدويلات متداولا بشكل واسع في الأوساط القريبة من صانع القرار الأمريكي
98) أنظر مداخلة الشيخ سفر الحوالي على قناة الجزيرة برنامج بلا حدود عن تقسيم السعودية: http://www.aljazeera.net/Channel/archive/archive?ArchiveId=90841#L3
100) ليست السعودية لوحدها، كان هناك مشاريع كبيرة للشرق الأوسط، أولها العراق وليس آخرها السعودية
101) هذه المشاريع الكبيرة فشلت بسبب المقاومة العراقية، والمقاومة اللبنانية، بالمناسبة المشروع الإيراني ساهم في إفساد الجو
102) أغرب ما كان يحدث أن بعض الدول المستهدفة من قبل مشاريع أمريكا كانت تتعاون مع أمريكا في تلك المشاريع
103) في هذه الأجواء كان الصراع على أشده بين الليبراليين والسلفيين، في حقيقة الأمر هو لا يزال كذلك
104) بالإضافة للضغط الأمريكي الهائل على النظام، كان الليبراليون يحرضونه على السلفيين
105) كعادة الفكر السلفي، في الحوار لابد من الصراع، والتأجيج، والهجوم الكاسح، والصواعق المرسلة
106) كيف انتقد السلفيون الليبرالية؟، فقط قالوا أنها حركة تفسخ وعري ورقص وخمر وزنا وشهوات
107) لو نظرت للمواقع السلفية والمقالات السلفية ستخرج بانطباع أن النقد السلفي لليبرالية لم يتجاوز هذه النقاط إلا فيما ندر
108) في تصوري هذه السطحية ليست متعمدة،هي نتاج التلقين، شيخ يبحث في مساوئ الليبرالية ويلقنها لطلبته
109) تخيل أن الليبرالية التي قامت عليها الحضارة الغربية برمتها وأنتجت كل هذا التقدم في شتى المجالات تختزل في العري والتفسخ
110) هذه الطريقة الضحلة حققت نجاحا باهرا في التلقين في داخل المحاضن الشرعية، وفي إعطاء انطباع أولى للمجتمع عن الليبرالية
111) لكنها طريقة قائمة على التجهيل والتشويه وليس قائمة على التعليم والإنصاف
112) لذلك سقطت سقوطا مدويا في المنتديات، كانت الحوارات تعطي انطباعا للعامة أن الليبرالي مثقف وواعي وأن السلفي مشاغب وغوغائي
113) السبب طبعا أن هذا المحاور السلفي لم يقرأ الليبرالية على حقيقتها، وإنما اخذ انطباعا من شيخه الذي قدمها مشوهة
114) أعتقد أن تلك الحوارات في المنتديات كانت من أهم أسباب اتساع رقعة الليبرالية وزيادة الإقبال عليها
115) من المهم أن نذكر أن الليبراليين كان فيهم نسبة غبية وساذجة وغوغائية، وبعض العوام الساخطين على التشدد
116) وبعض الليبراليين تهجموا بوقاحة على الذات الإلهية ومقدسات المسلمين، وبعضهم كانت مشاركاته مجرد إباحية فاضحة
117) هؤلاء ساعدوا السلفيين في تشويه الليبرالية، لكنها ليست مشكلة الليبرالية ، وإنما مشكلة الليبراليون السعوديون
118) كما أن مشكلة التحالف مع الظالم لم تكن مشكلة السلفية وإنما مشكلة بعض السلفيين
119) النظام سمح بكل هذا، لأنه رأى أن مواجهة السلفيين وتفكيك منظومتهم الفكرية "الوهابية" أهون من مواجهة أمريكا الغاضبة
120) أصلا لم تكن مواجهة الضغوط الأمريكية مطروحة، كان إرضاءها هو المطروح فقط
121) رأيي الشخصي أنه كان بإمكان النظام أن يغير خارطة التحالفات، خاصة بعد ظهور قوى جديدة، ولكنه لم يفعل
122) وكان يستطيع أن يستغل الانشقاقات في الجانب الأوروبي عشية غزو العراق، ولكنه لم يفعل
123) وكان يستطيع أن يستثمر مكانته الإسلامية، والاقتصادية، ولكن لم يفعل
124) وكان يستطيع أن يواجه السلفية بفكر إسلامي مغاير، ولكن لم يفعل
125) وكان يستطيع أن يحتوي كل هذه التداعيات لو رجع للشعب وعزز المشاركة الشعبية، ولكنه لم يفعل
126) ما كان يفعله النظام فقط هو الاستسلام التام للإملاءات الأمريكية طلباً لرضاها الذي كان سيؤدي ربما لتقسيم السعودية نفسها
127) مع اندلاع الثورات العربية كان ثمة سؤال كبير يطرحه الجميع بدون استثناء: هل يمكن أن تهب رياح الربيع العربي على السعودية؟
128) هل ستخرج الآلاف لشوارع الرياض وجدة والدمام وأبها والقصيم وتبوك وتهتف للحرية؟
129) هناك قراءات أراها منطقية تستبعد أن يحدث مثل هذا في السعودية لأسباب منها الرفاه النسبي مقارنة بمصر وتونس
130) ومنها ضعف الوعي السياسي، وأزمة الهوية في السعودية، وغياب الممارسة السياسية الشعبية والحياة الحزبية..الخ
131) لكن منها أيضاً أن التيار السلفي الذي يحظى بالقاعدة الشعبية الأضخم كان للتو يحارب الحرية ويعتبرها مخالفة للشريعة
132) بدأنا نلحظ هدوءا سلفيا في نقد الحرية، لا أعرف إن كان السلفيين يمرون بمرحلة مراجعات قد تجعلهم يتبنونها في نهاية المطاف
133) حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها يفضل السلفي أن يعيش تحت الاستبداد على أن يعيش في كنف الحرية
134) السلفي طبعا لا يقدم الصورة بهذا الشكل، لكن المحصلة النهائية لموقفه من الحرية هي أن الاستبداد أفضل
135) الحرية في رأي السلفي تنطوي على مخالفات شرعية، لا أعرف إن كان يؤمن بأن الحرية كتلة واحدة تؤخذ بالجملة أو ترد بالجملة
136) عندما كانوا يتحدثون عن الحرية كانوا يعترضون عليها لأنهم اعتقدوا أنها حرية مطلقة، ثم أكتشف بعضهم أنها ليست كذلك
137) بعضهم لا يزال يعيش وهم "الحرية المطلقة"، ولذلك لديه موقف حاسم منها لا يقبل المراجعة
138) ليست مفارقة أن تجدهم يصطفون إلى جانب حقوق الشعوب العربية الثائرة ويتمنون لهم الحرية
139) هم أصلاً لا يؤمنون بالحرية حتى لتلك الشعوب الثائرة، ولكن بالتأكيد هم يرونها أفضل من اللائكية وأنظمة العمالة والزندقة
140) في مناخ الحرية والتعددية قد يخسر السلفيين بعض الامتيازات التي كانت حصرية لهم، هذا مصدر قلق بالنسبة لهم
141) لا أعرف لماذا لا يثقون بالمجتمع السعودي الذي قاموا بأدلجته على مدى عقود، وهو لا يزال وفياً لهم
142) إذن لدينا اعتراض سلفي على الحرية ينبع من: خلفيات شرعية، مخاوف على المكتسبات، وعدم دقة في فهم الحرية
143) في المقابل نجد أن الليبرالية السعودية اكتفت بالجانب الاجتماعي ، الليبرالي مهتم بمرجعية المجتمع السلفية أكثر من الاستبداد
144) أرجو ألا تتفاجئ عندما تسمع ليبراليا يقف بصرامة ضد الانتخابات حتى لا ينجح السلفيين، هذه هي الليبرالية السعودية للأسف
145) في الصحافة السعودية برزت بعض الوجوه الليبرالية المتطرفة في الدفاع عن الاستبداد والظلم والدفاع عن بعض الأنظمة العميلة للصهاينة
146) في داخل التيار الليبرالي ثمة تيار متصهين يقف بقوة ضد حقوق الشعب الفلسطيني ويحب إسرائيل، هذه ليست ليبرالية هذا مرض
147) الليبرالية السعودية تقتات على دعم النظام، ولو احتكمت الآن للشارع فلن تنجح في تغيير شيء، وستبقى أقلية قليلة
148) إذن بالإضافة إلى السلفية التي تعارض الحرية، لدينا ليبرالية سعودية غير مهتمة بالاستبداد ولا بالحرية السياسية
149) التعميم على السلفية وعلى الليبرالية مجحف، ذكرت في بداية حديثي أني أقصد الأغلب وليس الكل
150) لكن هل كل هذه الظروف ومعها التوقعات التي أراها منطقية والتحليلات الموضوعية تحول بالضرورة دون وصول رياح الربيع العربي؟
151) في تقديري أن الثورات العربية لم تحتكم للمنطق ولا لمثل هذه التحليلات خاصة في ليبيا وسوريا
152) ما يجزم به الكثيرون أن الأمور لن تبقى على حالها، ما لم يقم النظام بالإصلاح السياسي فليس بمنأى عن رياح الربيع العربي
153) لكن متى وكيف يحدث ذلك، الله وحده أعلم
154) في السعودية انعكس تأثير الثورات العربية على النخب الثقافية في أقصى حدوده على شكل مجموعة من البيانات
155) أشهرها هو بيان دولة الحقوق والمؤسسات، وهو البيان الذي حظي على زخم لم يحظ عليه أي بيان آخر
156) البيان وقعت عليه أسماء سلفية معروفة، مع ملاحظة أن بعضها تراجع عن موقفه وبدأ يندد بالبيان وكأنه لم يوقع عليه
157) بعد الإطاحة بحسني مبارك جربت مجموعة مجهولة أن تحدد موعداً لثورة في السعودية سمتها ثورة حنين
158) بعد أن انكشف غبار حنين بات من الصواب أن نسميها بروباغندا حنين وليس ثورة حنين
159) حققت بروباغندا حنين نجاحا باهرا في جانبها الإعلامي لكنه أنعكس فشلاً ذريعاً على أرض الواقع
160) في أجواء البروباغندا وقف السلفيون وقفة حاسمة ضد المظاهرات بشكل عام، وحرموها وجرّموها
161) المؤسسة الدينية الرسمية أصدرت فتوى تحرم فيها المظاهرات والبيانات على حد سواء
162) التزم السلفيون الصمت تجاه هذه الفتوى، بعضهم لا يقرها ولكن تعصب للتيار أو للعلماء، أو راعى مصالح ومفاسد حركية أو شعبية
163) المهم أن من توقع أن السلفية ستكون عقبة أمام الحرية استطاع أن ينظر لوجهة نظره من خلال مواقف السلفيين
164) فشلت بروباغندا حنين، وجاءت قرارات الملك لتدعم التيار السلفي
165) هل يمكن أن نقول أن النظام أعاد النظر في موقفه من السلفية بعد ثورة حنين؟، إجابتي هي لا
166) النظام يريد أن يكسب رضا السلفيين بدون أن يتنازل عن تفكيك منظومتهم الفكرية، كيف يحدث هذا؟
167) هناك قضايا تثير السلفيين كثيراً وهي هامشية، سيتعاطى معهم في هذه القضايا، لكن ليس قضايا الجوهرية طبعاً
168) وليس بإعادة المناهج كما كانت، ولا بإيقاف اليبراليين عن نقد السلفية، ولا بإعادة شريان العمل الخيري كما كان .. الخ
169) والأهم من كل هذا أن تبقى السلفية بعيدة عن السياسة وإلا فإنها ستصبح في نظره خطر لا يستهان به
170) بالتوازي مع هذا سيستمر في التعاطي أيضاً مع الليبراليين في نفس القضايا الهامشية التي هي مثيرة أيضاً بالنسبة لهم
171) يعتقد البعض أن هناك أجنحة تدعم التيار السلفي، هذا صحيح لكن أيضاً في القضايا الهامشية وليس الجوهرية
172) لكن هذه الأجنحة لا تقدم هذه الخدمة مجانا، هي في المقابل تأخذ من الرصيد الشعبي للتيار، علاقتهما أصحبت عبئاً على السلفيين
173) بالمناسبة هذا الجناح هو المسؤول الأول عن اعتقال آلاف السلفيين الذين وقفوا ضد أمريكا، لا أقصد الإرهابيين
174) بعضهم فقط كان يرسل أموالاً للمقاومة العراقية، وليس شرطاً للقاعدة، وبعضهم كان يرسل لحماس، وبعضهم بريئا
175) وبعضهم علماء ومشايخ ودعاة اعتقلوا بسبب فتاوى أو مواقف مناوئة للمشروع الأمريكي وليست داعمة للإرهاب طبعاً
176) ماذا عن القرارات بعد بروباغندا حنين؟، هل يعتقد النظام بأنه استفاد من التيار السلفي بعدها؟، نعم
177) هل يريد أن يكافئهم على وقفتهم معه في مواجهة هذه البروباغندا؟، في الحقيقة هو يريد أن يشتري مواقفهم المستقبلية فقط
178) النظام يعرف أن التيار السلفي لم يكن العامل الرئيسي في فشل ثورة حنين وإنما الحشود الأمنية الهائلة
179) المعارضة في الخارج وأتباعها لا يضربون حسابا لعلماء السعودية المقربين من النظام، هذا معروف وواضح
180) لماذا لم يتظاهروا؟، كانت هناك حشود أمنية ضخمة، ولولاها لحدثت مظاهرات ولو صغيرة
181) العامل الرئيسي الثاني هو أن معارضة الخارج لا تحظى بامتدادات شعبية حقيقية، النظام أيضاً يعرف هذا
182) إذا عدنا للموازنة بين الركيزتين سنعرف أن هذه الخطوة جاءت أيضاً في سياق الرد على الموقف الأمريكي من حسني مبارك
183) النظام يضغط على أمريكا ويقول لها: سندعم السلفيين ونقف معهم لأنهم هم من وقفوا معنا بعد أن تخليتم عن حلفاءكم
184) طبعا النظام يمكن أن يتسامح مع أمريكا بشان حسني مبارك، لكنه صدم بالموقف وخاف من تكراره، كانت ردة فعله متشنجة كثيراً
185) بعض السلفيين يعتقدون أن 11 مارس جاءت لتعيد الدفة بعد أن جرفتها 11 سبتمبر، هذا وهم
186) دعونا نكن موضوعيين، النظام حريص على علاقته مع أمريكا أكثر مائة مرة من علاقته مع السلفيين يجب أن ترضى أمريكا عن السلفية أولاً، وهذا مستحيل
187) وعلى هذا سيبقى الصراع السلفي الليبرالي يقتات على ركائز الاستقرار الداخلية والخارجية، ولن يتغذى على منطلقاته الذاتية
188) كل طرف سيستمر في استقاء قوته من النظام، لكن النظام لا يستطيع أن يحسم الأمر، ولو استطاع لحسمها لصالح الليبراليين
189) سيحرض الليبراليون النظام على السلفيين، وسيحرضه السلفيين على الليبراليين، لكن بدون جدوى
190) ستستمر الحرب في هذه الدائرة حتى يستقل أحدهما عن النظام ويبدأ في الدفاع عن قيمه بالاعتماد على نفسه
191) لكن من الواضح أن هذه المعادلة إن استمرت على ما هي عليه ستكون في صف الليبراليين، كما كانت طيلة السنوات الماضية
192) استقلال الليبرالية سيجعل أولويتها مواجهة الاستبداد، وهذا سيعطيها المزيد من الزخم والامتدادات الشعبية
193) واستقلال السلفية سيقضي على لعبة الركائز ويجعلها تحتكم إلى قوتها في الشارع الوفي لها
194) أما ما دامت المعركة تحتكم للنظام، وعبر لعبة الركائز فهي في صالح الليبراليين، ولكنهم يقدمون الليبرالية بشكل مشوه وقبيح.
انتهى
شكراً جزيلاً على وقتكم
رووووووووووووووووعه
ردحذفحسمتها لبني ليبرال خخخخخخخخخخخخخخ
ردحذفيااااااخي وش اقول .. هذا رأيك وكأن الامر خارج عن السيطره ...
الله يفرجها على السلفيين وبس وغيرهم لا !!