الجزيرة

28‏/04‏/2011

تأجيج النزعة الطائفية .. لمصلحة من..؟

الأرشيف





ألا تشتعل المنتديات والمجالس والندوات باللهجة الطائفية و تلاك عقائد الطرفين صباح مساء بينما لا نسمع ركزاً لما يفعله اليهود في أقصانا منذ أكثر من أربعة أسابيع.؟








أدرك تماماً بأن معظم الطرح المعتدل لا يلقى رواجاً في هذه الأيام بسبب ما يحدث على أرض الواقع، فقد قيل بأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.!، وبينما تحتدم المعركة على أرض الرافدين بين السنة و الشيعة لا يملك جل العالم الإسلامي إلا أن يتابعها بشكل طائفي.!، فالسنة سيقفون بلا شك مع من يوافقونهم المعتقد، بينما سيفعل الشيعة ذات الأمر، وللأسف فإن كرة الثلج أخذت تتدحرج وتتضخم حتى أضحت اكبر بكثير من أن يـُسيطر عليها.!، حتى أنها خرجت عن الدائرة السياسية وحرب المصالح وفن الممكن حتى وصلت إلى العقيدة ونبش الأصول ونثر الفضائح و تتبع الأخطاء التاريخية.!، والتمسك بزلة لا يشترط أن تحسب على طائفة بأكملها..!


كما أني أدرك أيضاً بأن "الكتلة الصفوية" في العراق تحالفت مع الشيطان ومدت يدها للمحتل واستغلت حالة الفلتان الأمني والفراغ السياسي الذي خلفه الاحتلال لتضرب - ليس المحتل – وإنما المقاومة السنية والشعب العراقي..!، وأخذت على نفسها أن تقتل كل ما يمت لرموز المذهب السني بصلة وإن كان طفلاً قدر له بان يكون اسمه عمر!، وكل هذه الأعمال المشينة التي لاح نذرها منذ أن لاحت نذر الاحتلال وتواترت أخبارها كانت بسبب إستراتيجية واضحة هي تغيير التركيبة الديمغرافية للمناطق المختلطة وتشييع المدن السيادية والإستراتيجية دينياً أو اقتصادياً..!، وكل هذه الإعمال يجب أن تقاوم وتدحر وترص الصفوف لنقض عراها خاصة وأنها جاءت تحت التوافق الصفوي الأمريكي فهي بهذا تضع نفسها جزءاً من الاحتلال، ومقاومتها جزء من مقاومته، وأنا لا أقصد الشيعة عندما أتحدث عن الصفويين، بل أقصد أصحاب الأجندة الإيرانية الذين يعملون وفقاً للرؤى إيران وأهدافها ومشروعها..!، بغض النظر عن قوميتهم وانتمائهم الديني..!


غير أن المصلحة تؤكد بأن مجابهة مثل هذا المد والخطط الشيطانية لا تكون بتأجيج الطائفية ودفع المعتدلين والصادقين والمخلصين من الشيعة إلى أقصى اليمين حيث يزداد عدد المقتنعين قسراً بضرورة الحرب الطائفية.!، لتطهير الأرض من أحدى الفرقتين..!، وحتى تمتد حالة العداء والبغض لتصل إلى الأطفال الرضع والأرض التي يمشي عليها الآخر.!، فكلما تمددت حالة الطائفية وتأجج العداء فيها كلما غفلنا عن العدو الحقيقي لا المزيف..!، كما أن الوقت والجهد والعمل المقاوم الذي ستبذله لتأجيج الطائفية وإقناع الناس بانحراف واعوجاج عقيدة وفكر الآخر سيكون من المصلحة أن تنفقه في توعيتهم بالخطر الأعظم، فما الذي سنستفيده عندما ننخرط في الاحتراب العقائدي بينما نحن نسلم عقائدياً بخطأ الآخر وضلاله..!، أليست هذه مضيعة للوقت والجهد.؟، ألا تشتعل المنتديات والمجالس والندوات باللهجة الطائفية و تلاك عقائد الطرفين صباح مساء بينما لا نسمع ركزاً لما يفعله اليهود في أقصانا منذ أكثر من أربعة أسابيع.؟، ثم أليست العقيدة الشيعية أو السنية هي نفسها لم تتغير.؟، فلماذا نثيرها الآن بالذات.؟، وعلى هذا الشكل الموسع والشامل.؟، وننبشها بكل هذه الاندفاعية والشبق.؟، ثم أليس اليهود والنصارى أصحاب عقائد ضالة ومنحرفة فلماذا لا نركز إلا على عقيدة الشيعة في هذا الوقت بالذات الذي نحتاج فيه إلى عزل الصفويين المجرمين عن خطوط إمدادهم الشعبية..؟


وعلى هذا المثال يساق توسيع دائرة الحرب ضد المحتل وأعوانه حتى تصل لجميع أبناء الشيعة الذين يشكلون نسبة قد تتجاوز نصف الشعب العراقي، فلو اكتفى المقاومون بضرب المحتل وأعوانه شيعة كانوا أو سنه، لوفروا على أنفسهم هذه الخسائر الباهظة في الأنفس والسمعة والمال والسلاح ..!


أعرف أن مثل هذه المواضيع لا تقابل بالكثير من الترحيب في خضم الحرب الطائفية وأتفهم هذا، ولكني أؤمن بأننا على قلة عتادنا لا نحتاج إلى مزيد من الأعداء ولا يفيدنا فتح المزيد من الجبهات..!، فلنوجه لكماتنا لخاصرة المحتل وأعوانه ولنعلق صراعاتنا العقائدية حتى إشعار آخر..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق