الجزيرة

28‏/04‏/2011

فؤاد الفرحان..أتون الحرية أو رغد العبودية..!

الإرشيف





لقد خلقنا أحراراً، ولكننا لم نعد كذلك..!، فقد سلبت حريتنا حتى في التعبير عن أنفسنا.!، حتى في الكلام..!، من يصدق أننا بتنا عبيداً لدرجة أننا ممنوعين بالقوة والبطش والقمع من أن تكون آرائنا مخالفة لما يراه النظام.!، لما يحبه النظام..!، لما يناسب مزاج النظام..!، فؤاد الفرحان أنموذجاً، فبسبب أن الرجل نطق بما لا يحبه النظام قام الأخير باعتقاله..!





مفارقة ويا لها من مفارقة!، عندما تكون حراً أبياً، فتعيش لظى الحرية!، وتسقط في أتون الانعتاق!، وتقع تحت مطرقة الشرف!، وفوق سندان العلياء!، ويا لها من مفارقة، عندما تكون عبداً ذليلاً، فتعيش رغد العبودية، ورخاء الامتهان!، وترف الخزي!، وبذخ المذلة!، وتسقط حقيراً على العرش الوثير..!، هكذا وبكل هذه الغرابة تتشكل في منتصف القضية محاور التعاطي مع الحق في الحرية..!


هكذا يكابد الأحرار عناء المجد وضنك الرفعة، هكذا يرنون إلى الحرية، هكذا يرغبون عن الرفاهة والبذخ، هكذا يناجزون الراحة والترف، فما الذي دعاهم ليتعالوا على الرخاء الذي نعيش، ما الذي دعاهم ليتركوا أهليهم وأبنائهم وأعمالهم وأموالهم.؟، ويزجون بأنفسهم وبملء أرادتهم إلى غيابة السجن..؟، ما الذي قض مضجعهم..؟، ما الذي أربك نعيمهم..؟، أليست هي بعينها الحرية..؟


وهكذا يعيش الآخرون في رغد المذلة..!، ينامون ملء أعينهم..!، وجباههم تنضح خزياً وعاراً..!، فما الذي دعاهم ليتعايشوا مع الذل؟، ويقبلوا بالمهانة؟، أليست هي العبودية بعينها..؟


لقد خلقنا أحراراً، ولكننا لم نعد كذلك..!، فقد سلبت حريتنا حتى في التعبير عن أنفسنا.!، حتى في الكلام..!، من يصدق أننا بتنا عبيداً لدرجة أننا ممنوعين بالقوة والبطش والقمع من أن تكون آرائنا مخالفة لما يراه النظام.!، لما يحبه النظام..!، لما يناسب مزاج النظام..!، فؤاد الفرحان أنموذجاً، فبسبب أن الرجل نطق بما لا يحبه النظام قام الأخير باعتقاله..!


لقد مارس النظام الاستبداد بسياسة الوطن الداخلية والخارجية على مدى عقود طويلة!، نسمع أوامره ونطيع، ويسمع آرائنا ويزج بنا في السجون..!، عندما يتحدث يريد أن يسمعه الجميع عبر إمبراطورية متكاملة من وسائل الإعلام التابعة له، يريدنا أن نعيش حياته بكامل تفاصيلها.!، ونعيش مزاجه بكامل تقلباته.!، ولكنه يمنعنا حتى من الحديث..!، بل حتى من أن يكون لنا رأي..!، نحن لا نريده أن يتغير ويصبح نظاماً ربانياً، لا، ليس هذا ما نريد!، فقط نريد أن نتحدث..! نريد أن نفضفض..!، نريد أن نعبر عن مواجعنا و ضائقاتنا الاجتماعية والمادية..!، فقط نريد أن نتساءل من السبب خلف الإهدار الضخم في المال العام على مدى كل هذه العقود..!، نريد أن نتساءل عن التخلف في الإعلام و التعليم..!، فقط نريد أن نتساءل من أين لك هذا..؟، لا نريدك أن تكون فقيراً ـ أيها النظام! ـ و لكن فقط نريد أن نفهم كيف بت فاحش الثراء..؟، هل في هذا ما يستحق أن تسحق حرياتنا و تلقي بنا خلف القضبان..؟


إن حبنا للدين وللوطن وللشعب ولمصالح المواطنين والأمة لا يبرر للنظام أن يقمعنا و يصادر حرياتنا ويكمم أفواهنا، ومخالفتنا في الرأي مع النظام ومعارضته في بعض الأمور لا تخرجنا من الملة، ولا يمكن أن تفسر بأنها خيانة للشعب أو الوطن..!، أو تجاوزاً للأنظمة، فالوطن للمواطنين وليس للنظام وحسب..!، و من حق المواطن أن يدلي برأيه في أي قرار من القرارات الصادرة عن النظام.


إن للحرية ثمناً باهظاً..!، يجب أن ندفعه إن كنا أحراراً، يجب أن نتأقلم على المصائب..!، ونتعايش مع الأهوال ..!، ونفتح صدرونا للخطوب ..!، عدى ذلك وعدى ذلك وحسب..!، فإن الثمن الذي نقبضه من اليد التي تريد أن تسلب حقنا في الحرية لا يعدو كونه ثمناً للتواطؤ أو قيمة للعبودية..!



يقول الشاعر :


ممنوع من السفر!
ممنوع من الكلام!
ممنوع من الابتسام!
ممنوع من الاشتياق!
ممنوع من الاستياء..!
وكل يوم في وطني بتزيد الممنوعات..!
وكل يوم بحبه أكتر من اللي فات..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق