الجزيرة

26‏/04‏/2011

فكانت هباء منثوراً..!


الإرشيف




حدث ذلك في مجزرة بشعة ككل تلك المجازر الصهيونية التي أعتدنا عليها!، قصفتهم مدافع الصهاينة وهم نائمون!، قتلتهم بدم بارد!



اليوم قتلت إسرائيل 20 فلسطينياً كان من بين القتلى  7 أطفال..!، كان الأطفال وكان معهم 6 شهداء آخرين كانوا كلهم من عائلة واحدة..!، ولا حول و لا قوة إلا بالله، حدث ذلك في مجزرة بشعة ككل تلك المجازر الصهيونية التي أعتدنا عليها!، قصفتهم مدافع الصهاينة وهم نائمون!، قتلتهم بدم بارد!، حدث ذلك في سياق حملة إرهابية إجرامية تسمى "غيوم الخريف"، حصادها حتى الآن أكثر من 60 شهيداً فلسطينياً، حملة تقوم بها الإدارة الصهيونية على مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة منذ ما يقارب الأسبوع، قتل فيها العشرات وجرح فيها العشرات وهدمت فيها من البيوت العشرات واعتقل فيها الرجال و النساء على حد سواء..!، وأتساءل:




أين الغرب؟، أين هو؟، أين الغرب الذي يقول البعض دائماً بأن علينا أن نخضع ونتذلل ونتزلف ونتملق له ونقدم التنازلات عن يد ونحن صاغرون حتى نـُظهر له حسن نيتنا ونبدو أمامه وكأننا منفتحين ومتحضرين لا متشنجين ولا متزمتين!، أين الغرب الذي يطالبنا البعض بأن نشرح له قضيتنا عبر التغاضي عن دماء المسلمين وأعراضهم لكي يستشف هذا الغرب أو ربما يتفهم المتحضرون أننا نـُقتل و نـُغتصب و تـُمتهن كرامتنا.!، لعلهم يوماً يفهمون..!، و أتساءل :





ما الذي حال بين الغرب و بين فهم مصائبنا الذي كان هو بنفسه سبباً فيها.؟، كيف استطاع الغرب أن يفهم ويتفهم محرقة "الهولوكوست" التي سمع بها ـ مجرد السماع! ـ ولم تسعفه إنسانيته أن يفهم أو يتفهم محرقة المسلمين في فلسطين على مدى أكثر من نصف قرن كامل من المشاهد الحية التي تبث ليل نهار ويشاهدها بأم عينه.؟ ، ثم إني أتساءل:





أين أمريكا؟، أين هي؟، أين أمريكا التي ما فتئ العرب يسلمونها الملف الفلسطيني برمته وبدون أن يمارسوا عليها أية ضغوط وبدون أن يقدموا عنها البدائل!، قرروا أن ينتظروا كذباً وعبثاً أن تحل القضية التي كانت سبباً رئيساً في تفاقمها!، ثم إني أتساءل:





أين العرب؟، أين هم؟، أين العرب الذين حذرونا مراراً و تكراراً من المزايدة على أدوارهم.!، أين هم؟، أين الفرعون المصري، أين حفيد الرسول؟، وأين صقر العروبة.؟، أين النياشين والألقاب.؟، أين الفخامة و السمو.؟، أين السجاد الأحمر والورد والوجاهة والثراء؟، أين كل هؤلاء؟، أين هم على مدى أكثر من خمسين عاماً.؟، أين هم منذ بدء الحصار؟، أين هم منذ بدء عملية "غيوم الخريف"، أين هم من المجزرة؟، أين هم عن بيت حانون وجنين ورفح؟، أين هم عن البابا والدنمارك وأبو غريب وغوانتانامو.؟، أين هم عن الأنبار وعن بعقوبة والرمادي والفلوجة.؟، أين هم عن عبير وعن هدى وعن محمد وإيمان وفاطمة؟، أين هم عن كابل وقندهار.؟، ثم إني أتساءل :





أين أصحاب السماحة والفضيلة والعلماء.؟، أين الشيوخ والدعاة والأئمة الأتقياء؟، أين المواعظ والخطب.؟، أين التبرعات والصدقات؟، أين تحريك الشارع والضغط على الحكومات.؟، أين البنيان المرصوص وأسنان المشط.؟، هل قدر لها أن تكون محض بيانات واستنكارات وشجب و إدانة.؟، أين هم عن الأقصى؟، عن التهويد؟، والتهجير؟، والتجويع.؟ والقتلى؟، أين هم عن الأفغان؟، وعن بغداد والصومال والشيشان؟، وعن غزة.؟





إن الشعب الذي يتمخض عن قهره وظلمه نساء كنساء بيت حانون وأم فرحات وآيات الأخرس وهنادي جرادات شعب ليس بحاجة إلى الرجال.!، فنسائه بألف رجل مما تعدون.!، ولكنه بحاجه إلى الدعم المادي والتسليح والمواقف السياسية المشرفة التي تردع الكيان الصهيوني عن الولوغ في دماء المسلمين في الأرض المباركة..!


لقد سمعنا كثيراً وكثيراً من العملاء أو من بعض السذج عن ضرورة تلميع صورتنا في عيون الغرب لعله يفهم مواقفنا ويتفهم قضيتنا فكان أن حاصرنا الغرب وألقى بصورتنا الذليلة الحقيرة إلى المزبلة، ثم سمعنا كثيراً وكثيراً من العملاء أو من بعض السذج عن ضرورة أخذ موازين القوى بعين الاعتبار، ليس في مقابل بذل الوسع!، وإنما كدعوة للخضوع والتذلل والانكسار.!، لعل أمريكا تشفق علينا يوماً أو ترحمنا على حين غرة وتعدل بيننا وبين الصهاينة، وسمعنا كثيراً عن ألقاب الملوك و الزعماء.!، فما أغنت عنا ألقابهم و نياشينهم شيئاً وما آوتنا وما أسمنتنا من جوع ، وسمعنا كثيراً و كثيراً عن أصحاب الفضيلة العلماء، سمعنا عن ضرورة التقديس والتبجيل والاحترام وحق الخضوع والانحناء والاستسلام فما وجدنا منهم شيئاً، سوى أن كانت طريقاً للمزيد من الخضوع.!، سمعنا بكل هذه الشعارات و العنتريات، ولكن ما أن اصطدمت بأرض الواقع حتى كانت هباء منثوراً، فأين وقعها على الأرض.؟، أين خراجها..؟، أين هي الآن..؟ أين هي عن المجزرة..؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق